الثلاثاء، ٨ يوليو ٢٠٠٨

التطبيع علي الطريقة الساركوزية

الاتحاد من اجل المتوسط

و

التطبيع علي الطريقة الساركوزية

لم و لن تمل اسرائيل من محاولاتها التطبيع مع الدول العربية , و يؤسفني ان اقول ان هذا التطبيع الدقيق و الممنهج قد نجح في مراحلة الاولي .

و من الملاحظ ان الطريقة المفضلة لديهم في التطبيع هي الضغط علي الدول العربية بواسطة الدول الكبري و كلنا نتذكر اتفاقية الكويز و التي تعتبر شوكة في ظهر الوطن مصر .

و ها هو التاريخ يعيد نفسة و لكن هذه المرة مع دولة اخري هي فرنسا و علي نطاق اوسع و هو نطاق الوطن العربي .



فجأه يخرج علينا الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي ليعرض علينا مشروعه الجديد (الاتحاد المتوسطي ) و دون اعطاء أي تفصيلات عن هذا المشروع و برنامجة و اهدافه .

و بعد اعتراض دول الاتحاد الاوروبي علي هذا المشروع خوفا علي تشتيت اعضاءه و تكوين تكتلات موازيه للاتحاد الاوروبي يخرج مرة ثانية الرئيس الفرنسي ليعرض الاسم الجديد للمشروع و هو (الاتحاد من اجل المتوسط ) وهذا دليل قاطع علي عدم وجود ارتباط بين اسم المشروع و فحواه فهو معد لغرض معين و لن يكون الاسم هو العائق امام هذا الغرض و كلنا بالطبع نعرف هذا الغرض .

و لكن اذا اعتبرنا حسن النية و ان هذا المشروع هو مبادرة صادقة من دولة عظمي من اجل حلول مشاكل دول المتوسط كالصراع العربي الاسرائيلي و اقامة دولة فلسطينية و حق العودة للاجئين..الخ.

و لكن يخرج علينا السفير الفرنسي في مصر ( فيليب كوست ) ليهدم كل هذه الامال حيث صرح (ان هذا المشروع ليس له اهداف سياسية و ليس معنيا بحل الصراعات التي تعاني منها دول المنطقة و لكنه معني بدعم التعاون بين الدول الاعضاء من خلال مشروعات اقتصادية ملموسه )

اذا فالمشروع فقد فاعليته بالنسبة للدول العربية و المشروعات الاقتصادية الجادة من الدول الكبري لا تحتاج لاتحاد من اجل اقامتها الا اذا .......

اذا اعتبرنا حسن النية مرة اخري و ان هناك فائدة اقتصادية , فاين هي الدول التي ستنفذ هذه المشروعات , مؤخرا و جد انتقادا حادا من الاتحاد الاوروبي لهذا المشروع ,

و بعد اعتراض كلا من اسبانيا و ايطاليا علي المشروع و الانسحاب منه , و خروج تركيا خوفا ان يؤثر هذا المشروع علي مشروع الانضمام للاتحاد الاوروبي ,

لم يتبقي ايها السادة الكرام سوي دولة الاحتلال الصهيوني بكيانها الاقتصادي القوي في الاتحاد الاوروبي فهناك الاف الشركات المنتشرة في اوروبا اليهودية الاصل و ان كانت لا تنتمي لاسرائيل بالاسم .

و لعل الرئيس الفرنسي الصريح قد اكد هذا عنما صرح ان ( وجود اسرائيل في الاتحاد لا يسبب مشكلة بالنسبة لدول عربية )

و بهذا تكون دولة المدعاه باسرائيل في مرحلة متقدمة من التطبيع و التي تسعي خلاله الي الاستثمار في الصناعات الاستراتيجية ومن ثم الاحتلال الاقتصادي للدول العربية فلا يصبح هناك سلعة محلية او خارجية الا و يد اليهود تتحكم فيها و بالتالي فهي تتحكم فينا كاشخاص

و لعل هذا التطبيع الممنهج يتم بطريقه غاية في التنظيم حيث يجتمع وزراء التجارة لدول الاورومتوسطية في مرسيليا فرنسا ايضا وهو يعتبر تحضيرا لقمة الاتحاد من اجل المتوسط .

و اخيرا هل سيوافق القادة العرب علي هذا التطبيع المشين امام اغرائات اقامة منطقة تجارة حرهة كما وافقوا من قبل علي اتفاقية الكويز ام سيتصدوا لهذه المحاولة الجريئة للتطبيع الخطير

و اخيرا احب ان اختم بكلمة زميلي الصحفي ( السيد هاني )

معقبا علي هذا المشروع انه ( اتحاد لا من اجل المتوسط و لكن من اجل اسرائيل )

و ننتظر تعليقاتكم و ارائكم نعرضها بكل حياديه حول هذا المقال












ليست هناك تعليقات: